الملخص: الحرية الفردية هي ضرورة إنسانية يحتاج إليها كافة شعوب العالم سواء المتقدمة منها أو النامية، إذ تعد مطلباً أساسياً لكافة الشعوب خاصةً النامية منها، وهى أولى المطالب الإنسانية التي بدأت منذ خلق الإنسان، فهي سمة أساسية لا يستغنى عنها أي إنسان، لأنها تساعده على تحقيق حاجاته دون قيداً أو إجبار، فالحرية هي شعور كامن في النفس، ناتج عن تأثره بقيم المجتمع، وعادته، وتقاليده، واعرافه، وتساعد الانسان على أن يقوم بإرادته المحضة بإختيار ما يريد وباتخاذ قرارته دون أي تدخل من شخص او طرف خارجي، كما تساعد الحرية الفرد على إطلاق قدراته الإبداعية في كافة المجالات بما ينعكس على تقدم المجتمع ورقيه. وكان للفلسفة اليونانية باعاً كبيراً في تطور مفهوم الحرية الفردية، حيث أثرت الأفكار الفلسفية لليونانيين القدماء، مثل السفسطائيون وسقراط وغيرهم من الفلاسفة، بشكل كبير على مفهوم الحرية الفردية وكانت التجربة الاثينية خير مثال على النظام الديمقراطي الذي يدعم الحرية الفردية. وفيما يتعلق بكيفية حل الصراع بين السلطة والحرية، ونظام الحكم الأفضل للحرية والذي يكون بمثابة بيئة خصبة تنمو وتزدهر فيه الحرية، فيرى الباحث أن الصراع بين السلطة والحرية هو صراع أزلي، لا يمكن حله بشكل نهائي، الا انه يمكن الحد من أثاره السلبية عن طريق تحقيق التوازن بين السلطة والحرية، ويكون ذلك عن طريق تقيدهما، حيث يجب أن تكون الحرية الفردية مقيدة بقوانين تحمي حقوق الآخرين، كما تخضع السلطة للمساءلة والرقابة.
يتميّز هذا العدد بتنوع موضوعاته البحثية التي تجمع بين المستجدات التقنية وانعكاساتها القانونية والفلسفية، إلى جانب الدراسات التراثية والنفسية والثقافية والتنموية، إضافةً إلى أبحاث بلغات أجنبية.