الحقيقة والإقناع في النص القرآني وتداخل المفاهيم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الاداب/جامعة عين شمس/قسم اللغة العربية

المستخلص

ملخص البحث
يُحاولُ البحثُ تشخيصَ الدعمِ الدلاليِّ؛ لِترسيخِ قناعةِ المتلقي بالخطابِ الإقناعيِّ القرآنيِّ، ويرومُ تحديدَ بعضِ المفاهيمِ المتعلِّقَةِ بالإقناعِ المُتداخِلَةِ تداخلًا يبلُغ التَّعْمِيَةَ أحيانًا، والتي منها الحِجاجُ، ومنها کذلک الخلطُ بينَ الحقائقِ والقناعاتِ، وإزالةُ الغموضِ عن عَلاقةِ کلٍّ مِنهما بالآخرِ. ومدى تأْثيرِ الأَساليبِ القرانيةِ کالتَّلَطُّفِ وکالترغيبِ والترهيبِ في تشکيلِ القناعاتِ، بشکلٍ يَتَّفِقُ والحقائقَ من دونِ تَغْيِيْبٍ للوعيِ؛ فتُدْفَع شُبهةُ ممارسةِ الترهيبِ الفکريِّ وتُهمةُ التغريرِ بالمتلقينَ، التي قد تُلْصَقُ بکتابِ اللهِ العزيزِ ويُصْرَف عن الذِّهْنِ ما قد يَعْلَقُ به منها.
ويطرقُ البحثُ کذلک أَثْرَ اللفظِ ومدى صلاحيَّةِ المُمْکِناتِ اللغويَّةِ والتَّأْثيرِ اللفظيِّ الشکليِّ للنَّصِّ الإِقناعيِّ في القرآنِ الکريمِ في مَنْحِ المَعنَى قوةً لا تُعَطِّلُ الخواصَّ والمزايا المُسْتَوْدَعَةَ في الحقِّ ولاتَسْلبُ أَنْوارَهُ خاصيِّةَ الإِضاءَةِ التي تُبدِّدُ الظلامَ وتکشِفُ الحُجُبَ عن العُقولِ؛ لأن مُتَاحَاتِ اللغةِ وخصائصَها الدلاليَّةَ العقليَّةَ والبلاغيَّةَ الجماليَّةَّ تُسْهِمُ في مَدِّ المعنَى المَطروحِ بالقَبولِ العَقليِّ والجَذْبِ الجَمَالِيِّ وتَعْرِضُهُ بِحُلَّةٍ إِقْنَاعِيَّةٍ مُؤَثِّرةٍ.
ولا يصادر البحث حق التفکير المنطقي في مدى تأثير بلاغة النص الإقناعي القرآني في جمهور المتلقين لکنه يثبت أن ذلک التأثير لا يعني تضليلهم بل هو وسيلة لهدايتهم وتقريب الحقيقة منهم؛ لأن القناعة والحقيقة متغايرتان، وعلاقتهما نسبية؛ فقناعاتنا حقائق بالنسبة لنا، وکذلک قناعات الآخرين بالنسبة لهم، لکنها ليست مطلقة.

الكلمات الرئيسية