الترجمة والحِراک النقدي في سلطنة عُمان "مجلة نزوى نموذجًا"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة عين شمس-کلية الآداب-قسم اللغة العربية

المستخلص

الترجمة والحِراک النقدي في سلطنة عُمان
"مجلة نزوى" نموذجًا

قامت الترجمة خلال رحلتها عبر التاريخ بدورٍ لا يُغفل في تواصل الحضارات الإنسانية، وکانت إسهاماتها وراء صعود نجم بعض الحضارات التي أفادت مما نقلته وترجمته عن مُنجزات غيرها من الحضارات السابقة، وأضحت بعض النصوص المُترجَمة مثل حلقات الوصل بين هذه الحضارات، وبقدر ما کانت للترجمة اليد السابغة في نقل کثيرٍ من المعارف والعلوم من حضارة لأخرى، کانت سببًا مباشرًا في استمرارية هذه العلوم وعاملًا من عوامل تطورها. ويمکن قراءة حرکة الترجمة ذاتها، وتطورها التاريخي في ضوء ما قدّمت من إنجازات لمختلف الحضارات.
ولقد أدرکت ثقافات العالم المختلفة أهمية الدور الذي تقوم به الترجمة في مجالاتٍ معرفية شتى، ووعتْ قدرتها على مد جسور التواصل، فازداد الاهتمام بها، والإقبال عليها والعناية بمُنتجاتها، وتحسنتْ –نسبيًا- النظرة العامة إلى جهود الترجمة، وبخاصة في ظل هذا التطور العلمي والحِراک المعرفي، الذي ترک آثاره على مفاهيمها وأدواتها وبرامجها، ودراساتها المتداخلة مع ثلة من المعارف والعلوم القديمة والحديثة.
إن الترجمة نشاط إنساني معقد، له أبعاده المعرفية واللغوية والإستراتيجية، ولا سبيل لإنکار الدور الذي تمثله الترجمة في إثراء الحياة الثقافية والاجتماعية والعلمية والأدبية، لدى الأمم المتقدمة. قامت الترجمة بهذا الدور منذ فجر التاريخ والحضارات الإنسانية، ولم تزل، وستظل. والمتتبع لحِراک مختلف الحضارات العالمية سيجد الترجمة بمثابة القاطرة التي تسبق ما حققته هذه الحضارات من إنجازات، کما سيجد أغلب الدول المشارکة في رکب التطور الإنساني تُعنى بهذا النشاط، وتهتمّ به، وهذا ما سعت سلطنة عُمان إلى تحقيقه في عصر نهضتها الحديثة المبارکة.

الكلمات الرئيسية