ثقافة التسامح وعلاقتها بدعم الوحدة الوطنية في المجتمع المصري (دراسة ميدانية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الآداب جامعة عين شمس

المستخلص

المستخلص

يسجل مفهوم التسامح حضوره في عمق التجربة البشرية, ويتضح ذلك في صيغ تتنوع بتنوع المجتمعات الإنسانية في إطار الزمان والمكان والمراحل التاريخية, حيث عرفت الحضارات البشرية مفهوم التسامح وما يقابله من مفاهيم العنف والتعصب والعدوان, وتعد الحاجة إلي التسامح ضرورة ملحة في العصر الحالي والذي يموج بالاختلافات في كل شيء: في الشكل واللون والجنس, والقدرات, والصحة والمرض والعجز, والدين والرأي, ومع كل هذا الاختلاف يجمع بين الناس مجتمع واحد ومكان واحد وعلاقات مشتركة, إذ أن العالم بأسره أصبح قرية صغيرة تتضافر فيه العولمة والعالمية والأممية, وتتقارب فيه الأمم وتنكمش معه الحدود الجغرافية بين الدول, وقد تجلي هذا المفهوم في مختلف الآداب الفكرية والأديان السماوية, ويحتل موقعاً متميزاً بين مصفوفة القيم الإنسانية والحضارية المعاصرة, وذلك لما يشهده العالم من تحولات وثورات واحتكاك متزايد بين الأمم بعضها البعض, ويعد التسامح أحد المداخل الأساسية لدعم الحريات وحقوق الإنسان وإرادة التحول نحو مجتمع الحداثة, هذا علي المستوي الداخلي, وعلي المستوي الخارجي يعمل علي الانخراط في التعايش السلمي بين الشعوب والثقافات, وتأتي أهمية التسامح من كونه فضيلة أخلاقية وضرورة سياسية ومجتمعية بل وسبيلاً لضبط الاختلافات وإدارتها, كما تتسع قيم التسامح لتشمل مختلف جهات الاختلاف سواء أكان دينياً أم عقائدياً أو سياسياً أم إيدولوجياً، وإجتماعياً أم إقتصادياً أم ثقافياً أم معرفياً، وباللون أم الجنس أم العرق، ولقد تمحور جزء من تعاليم الديانات السماوية والوضعية، وأفكار الفلسفات القديمة حول تعميم قيم التسامح ونشرها بين الأفراد والجماعات كشكل من أشكال الحضارات بينهم لتحقيق السلم الاجتماعي والأمن بين الأفراد والجماعات وتحقيق وتدعيم أواصر الوحدة الوطنية داخل المجتمعات.

الكلمات الرئيسية