جماليات توظيف الموروث الشعبي في تشکيل فضاء العرض المسرحي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الفنون المسرحية کلية الفنون الجميلة – جامعة بغداد

المستخلص

إن فن المسرح في جوهره فن جماهيري ووسيلة من وسائل الثقافة الشعبية، ويترتب على ذلک الفعل الحضاري له من خلال الفعل التأصيلي والتأسيسي للذات الفردية والجماعية على حد سواء في إطار العرض المسرحي، وإن تراث أي أمة يمثل الهوية الرسمية لها، فهو يحدد تاريخها وقيمها، ويسهم في حاضر أبنائها بما يحمله من فکر إنساني، فهو نتاج خالد يعبر عن حکمة الشعوب وطريقة تفکيرهم وتطلعاتهم ورغباتهم وأهدافهم وکفاءاتهم بما يتضمنه من الحکايات والشعر الغنائي والطقوس والأمثال الشعبية والحکم، لقد عمد العديد من کتاب المسرح إلى استلهام الموروث الشعبي وتفعيله، في عملية التوظيف، فمنهم من أخذ الموروث من أجل الموروث، ومنهم عمل على ربطه وممازجته بالمعاصرة بشکل مکنه من تفسير الواقع ونقده، وتأسيسًا على ذلک کانت الضرورة العلمية تقتضي دوماً تفعيل کل العناصر الفکرية والتکوينية في هيکليته، وتحديداً البعد الجمالي فيه والمتمثل في تشکيل فضاء العرض المسرحي عن طريق عناصره السينوغرافية والتي تحمل طابعًا دلاليًا شعبيًا، إن القيمة الفنية المفترضة لمنهجية جماليات توظيف الموروث الشعبي في الاحتفال البصري للعرض المسرحي آتيةً من کون الرمز الشعبي يتحول إبان تأهيله في الفاعلية الإبداعية من رمز حاملا لدلالة ظاهرية متخفية إلى عنصر حامل لدلالة تأسيسية جديدة.